السبت، 8 يوليو 2017

تشابتر#5!






دخلت لمكتب ابوي، قعدت بالكرسي الي يقعد فيه واشوف اغراضه.. قمت اتذكر كلامه ونصايحه لي. اول ماتخرجت من الثانوي،،



"عليا انتي قوية لاتسمحين لاحد يخليك ضعيفة لاتثقين بأحد إلا نفسك، وفكري ١٠٠ مره قبل ماتحكين باي شيء او تتصرفين اعتمدي على نفسك بكل شيء."

"بابا وش هالحكيي" بابا:" كلام بقلبي وبقوله. امشي نتقهوا" وضحك. ..

تعوذت من الشيطان ومن هالافكار.. ورحت لغرفتي وانسدحت عجزت انام فتحت دفتري.

انا عليا عمري ٢٥ سنة، متخرجة بقسم قانون وتدربت فترة وصرت محامية. حياتي كلها ماشيه بترتيب وخطط مستحيل اي شيء فجأة ويوترني اذ صار كل شيء فجأة. مره احب الخطط وجداول، كثير كانوا يتسغربون مني يوم كنت بالجامعة. كنت اسمع كل حكيهم عني ولا أبالي كنت اعتبرهم جدار. كنت اسمعهم وهم يقولون وش غيرها؟ كانت اجتماعية والحين نفسيه بس يظل رأيهم ولا اهتم فيه. مات اخوي محمد قبل سنتين. ومات فجأة ماكان مريض ولا شيء وبعد وفاته صرت اكثر انطواء وصارت كل حياتي شغل بشغل.. صرت اتجنب كل شخص بحياتي، حتى الي كانوا صديقاتي بالثانوي تركتهم. او تركوني بالأحرى قبل وفاة محمد كنت امر بفترة صعبة. وتغيرو عليّ كثير، كانوا ثنتين هم وكنت اسأل كل وحده فيهم شفيكم؟ ولا يردون إلى ماجاء اليوم الي كلموني وقالوا انتي صايره "نفسية" ومن هذاك اليوم ماحاكيتهم. ماهمني كثير.. لأن من طبعي ما اثق بأحد ابداً ومستحيل اعطي احد اكبر من حجمه ولا اهتم. يمكن صارو الناس ينفرون مني عشان هالسبب. لكن حزّ فيني. إلى متى وانا اهتم بكل احد؟ ولا احد يهتم لي؟ صار هالشيء عقدة فيني. ما اقدر اثق ولا اقدر اعطي اي شخص قلبي ولا ابي احب. ومن كان عمري ١٦ سنة، قررت قرار ولا رجعت فيه ما اثق باحد ولا احكي لاحد اي شيء يصير لي حزني يكون لي انا. محد بهالدنيا يكترث لحزنك. وقفلت دفتري ونمت..

صحيت من بكرا. ولقيت ماما وخالتي.. اماني راحت لبيتها والبنات نايمين، حبيت روسهم وقعدت معاهم.

"صداع مو طبيعي"

ماما:"لانك تصيحين حطي شيء على عينك"

" ابشري، كم الساعه"

خالتي:" ٢ ونص،،جوالك حطيته بالصاله يشحن"

"شكرراً مره"

ماما:"عليا"

"سمي"


ماما:"اذ رحنا الحين لابوك، يمكن بتشوفينه بوضع غير عن قبل"

"وش قصدك؟"

ماما:" حطو جهاز فيه يساعده على التنفس. وهو بخير الحمدلله بس عشان يرتاح"

"ماما بسألك للمره الاخيره. ابوي فيه شيء او لا"

ماما:"مافيه شيء بس تعب وهو يتنفس، تذكرين كيف كان يتنفس"

"اي صح كان يتعب كثير، وخاصه بالفترة الاخيرة"

ماما:"الله يشفيه يارب،،يلا البسي بنطلع مع خالك"

"يلا" ورحت لبست وطلعنا للسيارة.

سلمت على خالي فهد،

خالي فهد متزوج وعنده بنتين.مره قريب من امي وخالاتي
يذكرني بمحمد كثير..


خالي فهد :" شخبارك عليا"

"الحمدلله زينه، شخبارك انت والبنات"

خالي فهد:"الحمدلله"

وصلنا للمستشفى. وقفنا عند العناية
من شفت الاسم غورقت عيوني بالدموع وعجزت امسك نفسي. دخلنا انا وامي وخالي فهد.

شفته من برا وكله اجهزه قعدت اصيح بقوه ما قدرت اتحمل وامسك نفسي .. مسكني خالي فهد من كتوفي وقعدني بكرسي. قعدت ارجف بقوه مو قادره امسك نفسي واشاهق. عطاني مويا وقال..

خالي فهد:"اذ تحسين نفسك ماتقدرين ترا مو لازم تدخلين"

"لا ابي"

خالي فهد:"عليا تقدرين تشوفينه من برا لاتدخلين"

"بدخل لوسمحت" وجاب لي اللبس.

ولبسني لبس العناية وانا قاعده. دخلت له ومسكت يده ماقدرت اتكلم واتنفس بقوه .. ونفس العوار الي كان يجيني. تجاهلت الالم ووقفت عنده. مرت كم دقيقة وانا عنده وطلعت، رحت للكراسي وقعدت عند خالي فهد، وامي عنده. جاء خالي وقعد جنبي.

خالي فهد:" والله بخير تطمني بس عشان يرتاح ولا يتعب وهو نايم"

"عارفه والله، بس ماقدرت اشوفه كذا"

خالي فهد:" الحمدلله"

"الحمدلله" وحطيت رأسي على كتفه.

وبعد ١٠ دقايق جت امي وقعدت.

خالي فهد:"يلا نمشي؟"

"الحين؟"

خالي فهد:"اي الحين خلاص انتهت الزياره ولا مقدر ندخل له"

تنهدت بقوه ووقفت ومشينا للبيت.
وصلنا للبيت ونزلت واول مادخلت انسدحت بالصالة.
جت امي وقعدت عندي. وجابت معها قهوه..

ماما:"تراك ماتغديتي"

"ما احس اني اشتهي"

ماما:"تبين مطعم؟"

"لا شكرراً"

بعدين سكتنا،

"ماما متى بيصحى"

ماما:"ماقال متى بالضبط، قال لين يكون حالته زينه وبيصحونه"

وتنهدت..

ماما:"افتحي الباب لخالتك"

"طيب" وقمت افتح لهم.

نجود:"شخبارك"

"الحمدلله بخير"

دانة:"شفتيه؟"

"اي شفته، يعور القلب شكله"

دانة:" الله يشفيه يارب"

"اميين، وين سليمان ماشفته؟"

نجود:"صرفناه قلنا له رح لبيت يمه"

"ليه صرفتوه؟" وضحكت.

نجود:"نشب لنا لما درى ان بنجي عندك يقول بلعب مع عليا"


"ياحبيبي هو"

وقعدنا مع بعض، شوي نسكت وشوي نسولف
وعلى هالحال..
ودخلت غرفتي، فتحت دفتري.
-١٧ اغسطس. 11:11pm.

لا يمكنني أن اتخيل ما رأيته.. لا يمكنني أن اتخيلك وانت بهذا الضعف يا ابي، يؤسفني أن اراك بهذا الشكل ولا استطيع أن افعل شيء حيال هذا الامر.. كنت دائما اقول لك انت قوي لأنك مررت بكل هذه الامور التي تؤلمك، فقدان والدتك بسِن مبكر.. وكنت دائماً اطلب من الله ألاّ يريني بأسك وان لا اراك هكذا ابداً. لأنني اعرف انك اذا ضعفت فانا لاشيء ولا يمكنني ان اجتاز اي شيء دونك.. انتبه ان تضعف وانا التي لا آمن الحياة إلا معك انت امليّ بهذه الدنيا بعد الله يا أبي..



وقفلت دفتري ونمت. صحيت على الظهر لاول مره يجيني شعور ما ابي اصحى.. الي ابي هالايام تخلص بسرعه ولا اشوفه بهالشكل مره ثانيه. قمت من السرير ولقيت دانة نايمه عندي. وتسبحت ولبست لبسي وطلعت للصالة لقيت امي ونجود وخالتي.

نجود:"ياهلاا باحلى بنت خالة بالدنيا"

"هلا" وابتسمت لها. سلمت على امي وخالتي وقعدت.

ماما:"دقت اماني"

"وش تقول"


ماما:" تسأل وتقول دقيت على عليا ولا ردت"

"اي ما ادري عن جوالي"

ماما:"تسلم عليك وتقول ديمو تبي تكلمك"



"ايه بعدين احاكيهم"


نجود:" عليا"

"جنبك انا لا تصارخيين"

نجود:"طيب وش مشتهيه غداء"

"اي شيء عادي، فيه قهوه الحين؟"

نجود:"مافيه قهوه بتاكلين اكل"

"اففف"

نجود:"لمصلحتك(:"

سكتت مارديت..

جاء خالي فهد واكلنا وطلعنا للمستشفى، كانت الزياره توها مافتحت. وكانت اماني فيه. ومعها خالد للأسف. خالد سلم على خالي فهد وقعدو مع بعض، جت اماني قعدت جنبي،

اماني:"اغراضك مع خالد"

"اي اغراض"

اماني:"شناطك؟"

"اي صح، معليش مخي مو معاي"

اماني:"بجيبهم لك اليوم"

ابتسمت لها ومارديت، رحت اخذ لي قهوة رأسي مصدع.
كنت واقفه بالااين وزحمه مره. جاء دوري وعطيته طلبي
جاء العامل قال،،

"خربانه للاسف"

"يوه كان كتبتو ولا انتظرت"

العامل:"فيه صراف هناك" وأشر لي.

.....:"كم الحساب؟"

التفت اشوف مين نفس الرجل الي اسمه حمد.

العامل:"١٦"

"مايحتاج ترا"

حمد:"رجعيها لي عادي" ومد للعامل فلوس وعطاه طلبه بعد.

رحت اصرف من الصراف وبالصدفه لقيت خالد.

خالد:"ارسلتني اماني عشان اقول لك فتحت الزياره"

"جابك الله، ممكن تعطي الرجال هذا الفلوس وتأخذ منه القهوه؟"

خالد:" اي واحد" وناظرني نظره.

"هذا" وأشرت.

خالد:"وش صار"

"اقول لك بعدين الحين عطني قهوتي"

وراح عطاه الفلوس وجاء عندي.

خالد:"قال لك شيء؟"

"لا المسكين مامعي صرف ودفع"


خالد:"كان قلتي لا"


"طيب خالد. المره الثانيه بجي اسألك وش اسوي" ومشيت

خالد:"عليا" ورفع صوته.

"قصر صوتك لوسمحت."

خالد:"لا تحاكينه من امس وهو يتلصق فيك"

"خالد مافيني حيل لهالمواضيع صدقني"


خالد:"ادري ان مالك خلق بس" قاطعته.

"خالد وقفتنا الحين غلط وكلامنا غلط وش بيقولون الناس لا شافونا"

خالد:"واللي بالاردن"

"اللي بالاردن شغل. بس الحين لو شافني احد معاك وش وش اقول؟ انا وش بقول لنفسي" وتنهدت.

خالد:"بس كنت بقول لك هذا سلسالك طاح منك واخذته ونسيت اعطيك اياه" ومد لي اياه.. واخذته بدون لا اقول
شيء.
مره احب السلسال.. كنت انا ومحمد مختارينه ومن يوم ماشريته ما قد فكيته ابداً عاش معي كل ذكرياتي الحلوه والشينه..

مشى خالد من جهة وانا من جهة. ماكنت احس ان وقفتنا صح قدام العالم. ولا كنت انا ابي قبل العالم.. رحت لابوي وعلى نفس الحال.. منّوم، ولا يحس فينا..

بعد خمس ايام وحنا على هالحال.. ابوي للحين بالعناية وكل شيء منعفس، كل شغلي كنسلته واخذت اجازة.. الحين الظهر.. دق جوال امي وعطيتها. وخلصت


ماما:"المستشفى هذا"

"وش يقولون؟؟"

ماما:"يقول طلعناه من العناية ودخلناه للغرفة وخليناه يصحى"

"الحمدلله" وابتسمتت.

ماما:"اي والله الحمدلله"

"طيب نقدر نروح الحين صح؟"

خالي فهد:"اي نقدر دامه بغرفه، بس تأكلون شيء ونروح"


"ومتى يطلع للبيت"



خالي:"يمكن بكرا او بعده، نشوف الدكتور وش يقول"

وخلصنا ماكلين وطلعنا للمستشفى.. قعدنا معاه والحمدلله تحسنت حالته، بدو عماني وعماتي يجون يزورونه، وكثير ناس.. جت اماني ومعها ديما،،

"يااهلااا بديموو. بابا شوف مين جاب لك وررد"

بابا:" ياهلا بديما"

جت حبت راس ابوي وامي ولمتني بقوه.

اماني:"الحمدلله على سلامتك ياعم اخر الاوجاع."

بابا:"الله يسلمك"

ديما:" زعلانه عليك انا"

"افا وليه"

ديما:"قلتي برجع معاك وشوفي كم مرت ساعه ولا جيتي"


"كان عندي شغل شسوي"


ديما:"بعلم يمه كم ساعه اصبري" وقعدت تعد بيدها.

ضحنا عليها كلنا.

"تعالي اراضيك" واخذت شنطتي وطلعت نزلت تحت ووقفت عند محل يبيع تشوكليت، ولقيت خالد يحاكي بنت. ماتحملت اشوفه كذا.

"ديما. روحي لخالك خالد"

ديما:"ما اشوف وين"

"شوفيه" وأشرت عليه.

راحت له وسويت نفسي اكلم بجوالي. شفت ديما وهي تأشر علي وضحك هو والبنت. انا كنت بنهار الا شوي. راحت البنت وجو هو وديما عندي.

خالد:"ديمو اختاري شيء لخالة رنو"

ديمو:"وانا؟؟"

خالد:"وانتي بعد"

وراحت تختار. ناظرني وابتسم

خالد:" ماكان يحتاج تخلين ديما تجي"

"انا خليتها تجيك؟"وضحكت.

وابتسم.

خالد:" هي قالت عمه عليا قالت روحي شوفي خالد" وناظرني نظرة الانتصار هذيك.

"وانت تصدق حكي طفله؟؟ ياحليلك بس"

خالد:"ايي ياحليلي"

وسكتنا شوي. جت ديما .



خالد:"اوف ياديما اخذتي كل المحل"



"احسن"



خالد:"وش قلتي ماسمعت؟"



"سلامتك ولا شيء. يلا ديما نمشي"



ديما:"بجيب الحلاوه اول"



خالد:"اي انتظروني هنا ادفع واجي. وترا سمعتك يا احسن" وضحك وراح.



"سمعتك ترا اننن. وع ينرفز"





وقعدت بالكراسي.



"ديما وش اسم الي كانت مع خال"



ديما:" ما اعرف بس قالت اسمك حلو"



"وش قالت بعد؟"


ديما:"نسيت " وضحكت.



وتنهدت. قعد بالكرسي خالد وديما تلعب..



خالد:" اسأليني انا.. عطتني بطاقتي كنت ناسيها عندهم امس"


"ها"



خالد:" لاتقولين ها"




"اي ان شاء الله لاصرت ابوي ماراح اقول لك"



سكتت هو. وابتسم نص ابتسامه.



"وش كنت تسوي هنا امس. يعني غريبه عسى ماشر؟"



خالد:" لا مافيني شيء بس كنت جاي اتطمن عليك"






**



يتبع..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

#ايبيلوق!

مرت سنة كاملة ونسيت خالد او صرت اتناساه .. عرفت من أماني انه خطب وزواجه بالصيف بعد اسبوعين .. ضاقت الدنيا فيني يوم دريت، حسيت دمي...